بسم الله الرحمن الرحيم
يوم كنا صغارا لا نعرف ما الذي تخبئه لنا الدنيا ولا نعرف الأحزان ولا نقدر طعم الفرح ولا نستطيع إلا أن نكون مفعمين بالنشاط الطفولي المليء بالمواقف الجميلة فلا نكل ولا نمل من اللعب والمرح ففي ذلك اليوم كانت قلوبنا بيضاء ،،،،،،
يوم كنا لا نعرف الا التسامح والحب والحنان وكنا نقدر بعضنا بعضا فإن أحزنا أحدا وبدا ذلك الحزن واضحا عليه تأثرنا وعدنا لنراضيه حتى نعود ونلعب مرة أخرى مع بعضنا فنضحك ونبكي ونتبادل المشاعر الجميلة ففي ذلك اليوم كانت قلوبنا بيضاء ،،،،،،
يوم كنا لا نعرف الحسد والبغض واللؤم فنتبادل الحلوى ونتقاسمها فيما بيننا ونعطف على بعضنا ونجتمع من أجل أن نتفق على رحلة نقضي فيها وقتا ممتعا فنخرج ونرجع مثقلين بالتعب وألبستنا متسخة فما هي إلا لحظات حتى نكون قد نمنا مما مر بنا في ذلك اليوم وعندها نعلم أن قلوبنا كانت بيضاء ،،،،،،،
يوم كنا لا نعرف الا الابتسامة اينما ذهبنا ولا نعرف للحزن طريقا الا طريقا واحدا وهو ان ابانا لا يريد ان يعطينا مصروفا زائدا بعد الرجوع من المدرسة لنشتري به ما يعجبنا مما قد نرى على قناة سبيستون او شيئا نأكله ونفرح به فنقبل رأس ابانا ان اعطانا ويجن جنونا ان لم يعطنا ونعيث في البيت فسادا ففي ذلك اليوم كانت قلوبنا بيضاء ،،،،،،
واليوم وبعد ان كبرنا وصرنا الى ما صرنا اليه وعرف كل واحد منا هدفه ومنطلقه في الحياة فلا يوجد احد منا الا وقد وضع خطوات يسير عليها في ايامه القادمة كي يكون ناجحا وفي المقدمة او يكون كما يحب هو وبالطريقة التي يرتيضها أصبحت قلوبنا سوداء ،،،،،،
نعم أصبحت سوداء بعد ان كانت بيضاء شفافة فأصبحت تشق طريقها للحزن شقا وتبعد عن الفرحا بعدا ولم نعد نشيطين كما كنا في السابق فانعدمت المواقف الجميلة ولم نعد نلعب كما كنا من قبل فذهب الفرح والسرور وأصبح الكلل والملل هو طريقنا في حياتنا وهذا كله بعد أن أصبحت قلوبنا سوداء ،،،،،،،
وبعد أن دخلنا في هذه الدوامة لم نستطع أن نجد تلك القلوب البيضاء النقية والبعيدة عن كل ما يكدرها من الحقد والغل والحسد بل واقع حالنا أصبح يجمع كل هذه المكدرات فلا يرقأ لنا جفن حتى يكون لنا أناس نكرههم ونبغضهم ولا نستطيع ان نعيش حتى نحسد فلان وعلان على ما آتاه الله من فضله فعندئذ أصبحت قلوبنا سوداء ،،،،،،
وفي النهاية تختلط القلوب مع بعضها وتشكل منظومة من النوعين يعيشان في هذه الدنيا الفانية فإما أن تكون من أصحاب القلوب التي مارست حقها في الطفولة وما ذلك الا عن فطرة أودعها الله فينا فكانت بيضاء كما الشمس في وضح النهار وإما أن تكون من أصحاب القلوب التي رضيت أن تغير من فطرتها وجبلت نفسها على الصفات السيئة فكانت سوداء كما الظلمة في الليلة الحالكة
